إنضمام "اسرائيل" إلى الاتحاد الافريقي بصفة مراقب أستقبل في الإعلام الإسرائيلي بصيغة إنتصار دبلوماسي من الطراز الأول وانبرى المراقبون الإسرائيلييًون يعددون مكاسب الكيان الإسرائيلي الإقتصادية والسياسية ، لكن الغريب أن الإعلام العربي قد مر عن الخبر مرور الكرام وكأن الأمر عاديا لا يهمهه ولا يعنيه.
الحقيقة أن هذا الأنضمام الذي أثار حفيظة جنوب أفريقيا أكثر من الدول العربية يفتح الباب على مصراعيه لأسئلة كثيرة عن مستقبل الدول العربية في القارة السمراء والإحتلال الإسرائيلي اصبح بين ظهرانيها ، هل تدرك السودان ومصر أن اللعب الان على المكشوف بين (اسرائيل ) و دول مصب النيل وتحديدا مع اثيوبيا التي قدمت لها المساعدات المالية واللوجستية كي تنجز السد بأسرع ما يمكن، هل تدرك دول المغرب العربي اليوم ان البحر أمامها و(إسرائيل) خلفها وأن الذهاب نحو الحدود الجنوبية أصبح محرما، في الوقت الذي كانت فيه تل أبيب تعمل بكل جهدها للسيطرة على موارد إفريقيا وكانت تتغلغل تحديدا في إفريقيا الوسطى كان العرب منشغلين في صراعاتهم الداخلية والحدودية والساقية الحمراء ومن يسيطر على الصحراء المغربية وإتهام الرباط للجزائر بدعمها للبوليساريو وليبيا والقبائل المتناحرة والفوضى بين بنغازي وطرابلس ، وتونس المترنحة تحت خلافات اليساريين و الليبرالييين مع حزب النهضة الاسلامي وصراع الرئاسات الثلاث والصلاحيات الممنوحة لكل رئاسة ومن يملك زمام قوى الأمن ، كل هذا كان يحدث هناك في الشمال وكان موشيه وشلومو يعملون على إقامة جسور التواصل والتفاهم مع الدول الإفريقية التي وجدت لدى كيان الإحتلال التكنولوجيا والتقدم العلمي والثبات الإقتصادي والتداول السياسي الذي يقتدى به ، في إفريقيا الوسطى البعثات الإسرائيلية منذ عقود تقدم للدول الإفريقية المساعدات التكنولوجية والعلمية لتطوير الواقع الاقتصادي ولتحسين البحث العلمي، المئات من اساتذة الجامعات الإسرائيلية يزورن افريقيا كباحثين ومدربين والمئات من رجال الاعمال الإسرائيليين يقيمون هناك ويستثمرون المليارات في موارد هذه القارة التي لا تنضب، افريقيا السمراء ببشرة ساكينيها تملك من الموارد الخام ما لا تملكه القارات الاربع الأخرى، تل ابيب التي انضمت الى الإتحاد الإفريقي ضربت مئة عصفور بحجر واحد، ضمنت لنفسها السيطرة على موارد القارة الإفريقية من خلال اتفاقيات ستوقعها مع دول الإتحاد، وثانيا ستقيم احلافا جديدة مع الافارقة وستحاصر بذلك الدول العربية الإفريقية والتي كما يبدو ستأتي مجبرة الى التطبيع فبوابة افريقيا الوسطى بات مفتاحها بيد الإحتلال هذا بالإضافة انها ستجلس على مصب نهر النيل وأخشى ما أخشاه ان يصبح مفتاح صنبور الماء للسودان ومصر بيد نفتالي بينت، ساعتها فلتستبشر الخرطوم والقاهرة بالعطش والجفاف، العرب في معادلة افريقيا خائبون وليتهم فقط كذلك وإنما سيبكون دما بعد اعوام ليست بعيدة ، كان بإمكان العرب ان يهيمنوا على هذه القارة وان يحولوها الى عمق استراتيجي لهم وعمق اقتصادي واستثماري ، لكن كالعادة يندمون يوم لا ينفع الندم ويعيشون احلامهم الوردية ويستيقظون على كوابيس تطاردهم طوال العمر ولا يستطيعون الهروب منها .
فارس الصرفندي
LINK: https://www.ansarpress.com/english/23243
TAGS: